کد مطلب:118563 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:219

نامه 003-به شریح قاضی











[صفحه 473]

الشاخص: الداخل و اراد بمن یاتیه ملك الموت. و حاصل الكتاب التنفیر عن الدنیا. و الركون الی فضولها، و فیه نكت: احداها، وصف المشتری بالعبودیه و الذله كسرا لما یعرض فی نفسه، من العجب والفجر بشراء هذا الدار، و صفه البایع بالمیت، تنزیلا لما بالقوه مكان ما بالفعل مجازا للتحذیر. الثانیه، ان قوله من جانب الفانین الی قوله: الهالكین، ابتداء فی التعیین بالاعم و انتهاء بالاخص، كما جرت العاده به فی كتب البیع. و الخطه بالسكر: البقعه یختطها الرجل لیبتنی بها. الثالثه، جعل الحد الاول دواعی الافات، و اشار به الی ما یلزم الدار لزوما اولا من كمالاتها الضروریه كالمراه، و الخادم و الدابه و ما یلزم ذلك و یلحقهم من الاولاد و الاتباع و القینات و هی: دواعی الافات لان كلا منها فی معرض الافات. الرابعه، جعل الحد الثانی دواعی المصیبات، و اشاربها الی الامور المذكوره باعتبار آخر اذ كانت من حیث یلحقها الافات تدعوا صاحبها الی المصیبات بها. الخامسه، جعل الحد الثالث ما ینتهی الیه من الهوی المردی. اذ كان اققناء الدار و كمالاتها فی الدنیا و خوف فواتها و المصیبه بما فیها مره بعد اخری یوجب محبه النفس لها، و الالفه التامه بها، و ذلك هو

الهوی المردی فی قرار النار المهلك فیها. السادسه، جعل الحد الرابع ما ینتهی الی الشیطان المغوی لانه الحد الابعد الذی ینتهی الیه الهوی المردی، و كونه مغویا یعود الی جذبه للنفس عن سبیل الله الواضح. و كونه مشرع باب هذه الدار باعتبار كونه مبدا باغوائه للدخول فی الدواعی الباعثه علی شرائها، و اقتناء ما یلزمها فالشیطان كالحد و ما صدر عنه و انفتح بسببه من الدخول فی امر الدار و شرائها. السابعه، جعل الثمن هو الخروج عن عز القناعه و الدخول فی ذلك الطلب. و الضراعه. اما خروجه بها عن القناعه فلانها كانت فضله فی حقه عن الحاجه الی الخلق. و لما كانت القناعه مستلزمه لاقلیه الحاجه الی الخلق المستلزمه لعز القناعه و غناها عنهم، كان الخروج عن ذلك خروجا الی ذل الطلب الی الناس و الضراعه. الثامنه، علق الدرك و التبعه اللازمه فی هذا المبیع بملك الموت قطعا لامل الدرك و التبعه، و تذكیرا بالموت لغایه الامل له. و كنی عنه بمبلبل اجسام الملوك، الی قوله للولد: تنبیها علی ان المشتری اولی بذلك. و البلبله: الاضطراب و الاختلاط و افساد الشی ء. و كسری: لقب ملوك الفرس كاسم الجنس، و كذلك قیصر: لملوك الروم، و تبع: لملوك الیمن و حیمر: ابوقبیله فی الیمن و

هو حمیر بن سبا بن یشجب بن یعرب بن قحطان. و التنجید: تزیین الارض بالبسط و نحوها. و نظر للولد: فكر فی عاقبته فجمع له. التاسعه، جعل الشاهد بجمیع ما عدده هو العقل المجرد من مشاركه الهوی و النفس الاماره، و هو كلام فی غایه الشرف و الفصاحه.


صفحه 473.